الرئيس المصري محمد مرسي |
يوجد بعض العقبات التى تواجه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وهى تعتبر تحديات مرهونة ببقائه فى السلطة وسط مخاوف عدد كبير من العامة من سيطرة الإخوان أو تحكمهم فى مصير مصر ومؤسسات الدولة ومخاوف من إنشاء دولة دينية فى مصر بدلا من بناء دولة مدنية ترحب بجميع الأطياف ومتعددة الثقافات دولة القانون والعدل وأيضا هناك مخاوف من تقييد الحريات المتعلقه بالأفراد والإبداع والفن وأرى أن الرئيس الجديد إن استطاع التغلب على تلك العقبات ونجح فى حلها والتعامل معها بطريقة صحيحة سوف نعبر إلى بر الأمان ويجب أن نعلم أن المرحلة الانتقالية قد بدأت بانتخاب رئيس من المفترض أن يسعى إلى استقرار البلاد وتحسين أوضاعها وأهم هذه العقبات هى:
1) تعيين رئيس الوزراء وتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة التيارات السياسية بنسب متساوية لا تيار يطغى على الآخر وتضم كل من لديه فكر وخطط لمستقبل البلاد ويكون لها طابع مدنى بالرغم من تعدد أطيافها ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق رئيس حكومه قوى محايد ولديه فكر يستطيع أن يشكل حكومته بطريقه عادلة ويستطيع السيطرة على وزرائه إذا تحقق ذلك سنضمن تحقيق بعض التوازن والنمو فى المرحلة القادمة واستقرار سياسى أيضا
2) احترام أحكام القضاء واستقلاله هناك مطالبات بعودة مجلس الشعب بالرغم من حله والتعدى على أحكام القضاء ويجهل من يطالب بهذا المطلب إن أحكام الدستورية لا طعن عليها وإن قانونا عند تولى الرئيس الجديد الحكم يحل البرلمان والوزارة ويعود تشكيلهم وانتخابهم من جديد بعد وضع الدستور التى يحدد صلاحيتهم ومن المعروف بأن المجلس يشوبه العوار وبحاجة إلى إعادة هيكلة فكيف نطالب بعوده مجلس معيب أم هى محاولة لبسط نفوذ الإخوان من جديد
3) الانفصال عن جماعه الإخوان وعدم تحكمهم فى شئون مصر أو إن مصر سوف تحكم عن طريق المرشد وأن تكون قراراته نابعة عن فكره وشخصيته وأن يعامل حزبه مثل أى حزب آخر وإنعاش الحياة السياسية فى مصر وعدم جعل حزب الإخوان حزب أغلبية أو حزب متحكم فى كل شىء باعتباره الحزب الحاكم وعدم معارضته
4) دعم الوحدة الوطنية بعنصرى الأمة الوطنية والقضاء على الفتن
5) استقلال القضاء واحترام الحريات وجعل القانون هو حاكم الدولة
6) أن يكون رئيسا لكل المصريين ولا يميز بينهم
7) أن يضع دستورا متكاملا معبرا عن أطياف الشعب دستورا مدنيا حرا يحدد صلاحيات وواجبات الرئيس والشعب
8) الحفاظ على مدنية الدولة
9) أن يحقق الأمن والعدالة الاجتماعية للمواطن وتعليم العامة أمور دينهم
10) عدم التعدى على سلطات الأزهر والكنيسة باعتبارهم مصدر التشريع الدينى فى مصر ومصدر الإفتاء أيضا
11) أن يفى بوعوده التى وعد الشعب بها
إذا نجح فى التغلب على هذه العقبات بطريقة صحيحة سوف نعبر إلى بر الأمان والجميع معه وإن فشل فى ذلك وتغلبت عليه أفكار الجماعة فيجب أن يتأكد أن الصدام قادم لا محالة مع الشعب والثوار فمصر لم ولن تعد مثل السابق والتجربة خير برهان ولا نمللك إلا الدعاء لمصر أن تتجاوز تلك المحنة العصيبة.
مبروك للدكتور محمد مرسى.. ولكن تذكر..
سيدى الرئيس الدكتور محمد مرسى.. بداية أهنئك بفوزك الذى كان متوقعًا فى معركة انتخابات رئاسة جمهورية مصر العربية، أكبر دولة عربية، وبمنطق الشرق الأوسط بالمقاييس الحضارية والثقافية والسكانية والجغرافية والتاريخية والاقتصادية، وثانيًا أنا كمواطن مصرى محب ومخلص لبلده حتى النخاع كما يقولون أقر برئاستك لمصر وبشرعية تبوُّئِك كرسى الرئاسة عليها، وأحترم سلطتك المخولة لك منا لقيادتنا لما فيه الخير لمصر وشعبها، وأعاهدك على أن أعمل وأكون مواطنًا مطيعًا ملتزمًا مادًّا يدىَّ الاثنتين للمساعدة بقدر ما أملك لتحقيق كل ما فيه الخير لمصر.
ولكن اسمح لى سيدى الرئيس بأن أذكرك بعدة حقائق لا تخفى بالطبع على فطنتكم: أولها أنك لم تحصل إلا على موافقة 51.8% من جملة عدد الأصوات الصحيحة التى شاركت فى جولة الإعادة، وبالتالى فهناك البقية الباقية التى لم تفوضك فى الرئاسة، فإذا أخذنا ذلك فى الحسبان بالإضافة لجملة عدد الذين ذهبوا لمجرد إبطال أصواتهم الانتخابية تعبيرًا عن موقفٍ ما لهم من تلك الانتخابات، كذا جملة عدد من قاطعوها، وهم نصف عدد من له الحق فى التصويت أصلاً، علاوة على البقية الباقية التى ليس لها هذا الحق، وبالطبع فإن منهم من لا يريدك، إذا أخذنا كل هذا فى اعتبارنا وراعينا أن نسبة كبيرة ممن صوتوا لانتخابك للرئاسة لم يكن تصويتهم إيمانًا بشخصك أو ببرنامجك الانتخابى أو حتى تصديقًا لوعودك، وإنما كان كراهة لما يمثله منافسك ووقر فى وجدانهم من أنه من الفلول وامتداد للنظام السابق الذى قام الشعب المصرى العظيم بثورته المجيدة لخلعه، وهذا الجزء لا يريد بالطبع أن يكون فوزه عودة لهذا النظام بما يمثله من مساوئ وآثام جسيمة، وتمكينًا لرموزه الذين يقدمون حاليًّا للمحاكمة من الإفلات من العقاب هم وما نهبوه من ثروات الشعب، لذا وبناءً عليه فقد تكون جملة من صوتوا لصالحك عن إيمان واقتناع لا تتعدى الثمانية فى المائة على الأكثر.
ثانيها أن نسبة كبيرة ممن صوتوا عن قصد لك كان تصويتهم راجعًا لكونهم مسلمى الديانة، وكان سند تصويتهم لك تعاليم هذا الدين ومبادئه ومسلماته ونواهيه، ولم يكن لاقتناعهم ببرنامجك الانتخابى وآمالك العريضة فى مستقبل أكثر إشراقًا يتمتعون فيه بنمو اقتصادى مزدهر ولا يرزح تحت عبء فساد ذممى واقتصادى جمّ جعلهم يعانون من كم فظيع من المشاكل المتنوعة والمتعددة، وهو البرنامج الذى اجتهدت أنت وحزبك لكى تجعلوهم يعيشونها معكم.
ثالثها أنه فى المقابل كان هناك جزء ضخم لا يستهان به ممن صوتوا لصالح منافسك، دافعهم لذلك ليس الإيمان أو الاقتناع بشخصه، أو تاريخه ومقدرته السياسية والإدارية أو حتى برنامجه الانتخابى، بقدر ما كان دافعهم التخوف منك لما تمثله جماعة الإخوان المسلمين فى ضمائرهم من أنها جماعة باحثة عن السلطة بأى ثمن، لا يعنيها شىء بقدر ما يعنيها فوزها بها، حتى لو تحالفت مع الشيطان، وقدمت فى سبيل ذلك من تنازلات، والسوابق فى التاريخ المصرى المعاصر كثيرة والأحاديث الموثقة المنسوبة لقادتكم منذ إنشاء المنظمة فى العشرينيات حتى الآن، معلومة للجميع، كما أن ما قيل فى الأيام الماضية من شائعات أو دسائس باتفاقيات تمت بين قادتكم وبين دولة عظمى ومنظمات وقوى إقليمية لترتيب أوضاع سياسية بالمنطقة بشكلٍ ما قد يخالف بدرجة أو بأخرى المصلحة الوطنية العليا لمصر، وأيضًا قوى محلية بتوزيع المناصب والأبعديات المختلفة، وبالتالى فإذا تمكنتم من الفوز فى هذه المرة بالرئاسة وتبوأتم السلطة فلن تتركوها أبدًا، وهناك أحاديث موثقة لقادة لكم تقول ذلك صراحة، لذا ستكون تلك آخر مرة تشهد مصر انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة، وستتحول مصر صوب نظام حكم مغاير يعتمد على البيعة بالسمع والطاعة والولاء (الخلافة الرشيدة لولاية مصر والتى ستكون جزءًا بشكل جغرافى مخالف للموجود حاليًّا من الدولة الإسلامية الكبرى التى تطمحون إلى إعادة وجودها كما كانت من قبل)، وبالتالى فإن المنطق المبنى على تلك الفرضيات يقطع بأن جملة أصوات الإخوة المصريين المسيحيين ذهبت أيضًا لهذا المرشح الذى لم يرتكز برنامجة الانتخابى على أسس دينية ولم يصدر من قادة حزبه أو مؤيديه تصريحات وأحاديث تليفزيونية تجعلهم يهلعون خوفًا على مستقبل وجودهم فى مصر، إذا فزت بالرئاسة، هذا فضلاً على أن جزءًا منهم مقتنع ومازال مقتنعًا بأن من سيحكمهم ليس هو الشخص الذى انتخبوه، بل سيكون شخصًا آخر بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، قد يكون مرشدهم بمصر أو شخصًا قويًّا بالمنظمة يلعب من خلف الستار.
سيدى الرئيس لقد جاء فوزك ثمرة طبيعية لانتخابات حرة نزيهة أيًّا كانت الأسباب المؤدية لنتيجتها، لذا فأنت تتمتع بتأييد شعبى صريح لم يحصل عليه رئيس مصرى من قبل إلا فيما ندر، كما أنك ستعمل فى ظل مناخ سياسى مؤيد وداعم لك ولقراراتك وتصرفاتك، وذلك من خلال سيطرة تنظيمكم على مجلسى الشعب والشورى والوزارة، أى السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتأييد كم لا يستهان به من رجالات السلطة القضائية، لذا فإن الفرصة والإمكانيات كلها مؤهلة لأن تتمكن من تحقيق النقاط التى أعلنتها فى خطابك الذى ألقيته على الأمة عقب فوزك التاريخى هذا، وهى للحق نقاط كانت شاملة وافية أزالت شقًّا عظيمًا من تخوفات البعض منك وأعطت الأمل للآخرين فى غد أكثر إشراقًا وازدهارًا لهم ولوطنهم، وهى أقوال ووعود لا ينقصها سوى التنفيذ الذى يساعدك عليه واقعك وإمكانياتك وفرصك المذكورة، يأمل الشعب المصرى أن يكون خطابك هذا برامج للعمل ويتم الاجتهاد للعمل على تحقيق بنوده بالتتابع، ويمكنه بالتالى محاسبتك عليه، هنا فقط يمكن لمن تخوف منك أو لم يصوت لك أن ننزع عنه خوفه وإحجامه عنك، واعلم أنك إن تمكنت أولاً من تحقيق ذلك على المستوى المحلى لساعدك ذلك على تحقيق ما تحلم به إقليميًّا ودوليًّا وصولاً لتحقيق حلمك الكبير.
سيدى الرئيس لقد قام الشعب المصرى بثورته الكبيرة العظيمة وتمكن من أن يقتلع نظامًا للحكم استقر وجثم على أنفاسهم لثلاثين عامًا، تمتع بكل فرص البطش والطغيان والجبروت، ومع ذلك تمكن من خلعه، لذا فعليك أن تتذكر ذلك جيدًا، فهذا الشعب قادر على فعل المستحيل وجعل الحلم حقيقة، فلا تطمئن وتعتمد على غلبة عددية لك أو وعود واتفاقيات أو ذمم خربة والتك ونافقتك وتقربت لك بعد فوزك بهذا المنصب، الشعب المصرى كله هو سندك ومرجعك ودعمك، فاحرص على رضائه عنك وتأييده لك، فإذا فزت بذلك كانت لك الغلبة والمقدرة والنجاح فى الأرض والمجد والنعيم فى السماء، لقد كانت نهاية خطبتك التى استشهدت فيها بما قاله أمير المؤمنين يوم توليه خلافة الدولة الإسلامية العظيمة، تعبيرًا حقًّا، لو كنت صادقًا فيه، عن حقيقة العلاقة بينك وبين شعبك كله، من أيدك وناصرك منه ومن انصاع منهم لنتيجة الصندوق أملاً فى ألاَّ تتحقق مخاوفهم منك وأن يكونوا فى تقديراتهم وتوقعاتهم السابقة مخطئين.
سيدى الرئيس سر على بركة الله، الله راعيك، والتطلعات الشعبية العظيمة فى انتظارك، فكن بإذن الله على قدر ما عقد عليك من آمال، والشعب المصرى لا ينسى أو يتخلى أبدًا عمَّن عمل لمصلحته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق